أوضحت مصادر مصرية رسمية في القاهرة إن الحكومة المصرية أبلغت الرئيس محمود عباس أنها قد تقدم على خطوة دراماتيكية من خلال التنسيق مع حركة حماس لفتح معابر قطاع غزة.
وقالت المصادر إلى أن الحكومة أوصلت رسالة شديدة اللهجة للقيادة الفلسطينية في رام الله حول تقصيرها في حل الأزمة الداخلية الفلسطينية، وإعاقتها تشغيل المعابر في غزة، الأمر الذي يتسبب بخلق أزمة إنسانية بالاشتراك مع إسرائيل.
وأكدت المصادر إن الحكومة المصرية التي أوصلت الرسالة موقعة من وزير المخابرات المصرية عمر سليمان للرئاسة الفلسطينية جاء في جزء منها "إننا في الحكومة المصرية لن نصمت كثيرا أمام الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والمظاهرات المتواصلة لمحاولة اجتياح الحدود من قبل حماس".
وجاء في الرسالة" لا يمكن أن تقبل مصر أن تكون في مأزق أمام العرب والفلسطينيين، وكأنها تغلق الحدود أمام الفلسطينيين، في حين أننا نعرف وعلى اطلاع أن الحكومة في رام الله تنسق كافة خطوات الحصار مع حكومة أولمرت".
وأوضحت المصادر إلى أن الحكومة المصرية هددت بفتح المعابر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنيه دون التنسيق مع رام الله، وأنها قد تنسق ذلك مع حكومة أولمرت، أو الاتصال بالولايات المتحدة لامتصاص الأزمة الإنسانية في غزة.
والجدير بالذكر أن مسلحون فلسطينيون فجروا فجر الأربعاء الجدار الفاصل بين مصر والقطاع، بعد أن ضاقوا ذرعاً من الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر واشتداده خلال الأيام الأخيرة، وتوجه آلاف المواطنين للدخول إلى العريش لشراء الحاجيات، كما سافر مئات الجرحى لتلقي العلاج.
وذكرت المصدر المقرب من المخابرات المصرية أن التقارير الداخلية على مكاتب المخابرات المصرية تشير إلى توتر داخل الساحة المصرية وما يحدث بغزة ترك تأثير كبير على حركات المعارضة المصرية وقد تصعد حمالتها ضد الحكومة المصرية، وهي ما تعتبره المخابرات نذير شؤم على الأوضاع الداخلية.
وبين المصدر أن المخابرات المصرية قدمت توصية عاجله للقيادة المصرية بضرورة التحرك السريع لحل مشكلة المعابر مع قطاع غزة لنزع الحجج من المعارضين المصريين.
وفي ختام الرسالة الموجهة للرئاسة الفلسطينية قالت الحكومة المصرية إنه إذا لم يتم حل مشكلة الحصار مع قطاع غزة تعتذر الحكومة المصرية أنها ستفتح المعابر مع قطاع غزة خلال وقت قريب، وأنها لن تسمح بان تدفع ثمن حصار غزة في حين حكومة رام الله تنسق ذلك مع الاحتلال وتدعي أنها تخفف من الحصار.
وأشارت المصادر أن اتصالات مكثفة تجري من رام الله للقاهرة لامتصاص الغضب المصري وتوضيح أهدافها من حصار غزة، وتبريرها أن المواطنين في قطاع غزة ينقلبون على الحكومة الفلسطينية بغزة.
وقالت المصادر أن الحكومة المصرية استخفت بهذه المبررات في ظل الحديث المتزايد عن زيادة شعبية حركة حماس في الأراضي الفلسطيني لأعلى مستوى منذ سيطرتها على قطاع غزة.