وهذا الأمر نفسه ينطبق على شبكة المعلومات العالمية (( الإنترنت)) فهي وسيلة رائعة جدا للدعوة إلى الله تعالى لأسباب عديدة :
1-
إقبال الناس المتزايد على هذا الاكتشاف المذهل : فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعا لكل باحث عن معلومة معينة و ملاذا لكل طالب علم ديني أو دنيوي ، لقد كان من الصعوبة في ما مضى الحصول على معلومات صحيحة و شاملة عن الإسلام في كثير من بلدان العالم أما اليوم فقد اختلف الوضع تماما و صار الإسلام يقتحم بيوت الناس و معاهدهم بل و غرفهم الخاصة !
لقد حدثتني الأخت جميلة و هي فتاة أمريكية أسلمت عبر الإنترنت أنها تقوم بطباعة الكتب الإسلامية من الإنترنت أثناء العمل لتسهر على قراءتها في عطلة نهاية الأسبوع ! و تردني في بريدي الإلكتروني كثيرا رسائل من باحثين و طلبة من كافة المستويات يسألونني عن معلومات تفيدهم في بحوثهم عن الإسلام و آخر رسالة وصلتني من شاب بريطاني عمره 15 عاما يطلب معلومات عن موقف الإسلام من الإعدام كما وصلتني رسالة من بروفيسور من جامعة هارفارد الأمريكية يطلب معلومات أخرى !
2-
قلة تكلفة هذه الوسيلة الدعوية : لو فكر إنسان بطباعة كتيب صغير لينشره بين الناس لكلفه ذلك مبلغا يتجاوز الألف دولار مثلا ! بينما لو قام نفس هذا الشخص و نشره في الإنترنت فلن يكلفه شيئا يذكر ، إن كثيرا من الخدمات التي تقدمها الشركات العالمية أصبحت مجانية و هذه الخدمات هي نفسها التي يستخدمها الدعاة إلى الله
3-
سهولة استخدام هذه الوسيلة : إن ممارسة الدعوة إلى الله تعالى و تعلم أساليبها عبر الإنترنت سهلة و يسيرة و لا تحتاج لشهادات أو دورات معقدة ... لقد تعلم الكثيرون من إخواني الدعاة إنشاء الصفحات أو الدخول في حوارات مع الآخرين في أيام قليلة و صاروا اليوم ممن أستفيد منهم و أتعلم أمورا كنت أجهلها ....!
4- بما أن الإنترنت في أحيان كثيرة ليست وسيلة احتكاك مباشر بالناس فإن هذا الأمر يعطي مرونة كثيرة للدعاة فمن ذلك مثلا : في حال نومك أو سفرك أو انشغالك مثلا فإن الناس أيضا سيستفيدون من موقعك الدعوي و المعلومات المتوفرة فيه و هذا أمر يختلف عن الشيخ الذي يجلس في المسجد و يعلم الناس فإنه في حال سفره أو مرضه فقد انتفت الاستفادة من علمه ( و ما أقصد هنا التقليل من هذا العمل أبدا ) ثم أيضا لو سألك إنسان بطريقة مباشرة عن حكم من أحكام الإسلام و لا تعرفه فأنت تقول له لا أعلم أما عبر الإنترنت و الاحتكاك غير المباشر فإنه ينفع في إعطائك وقتا كافيا للبحث أو سؤال العلماء ثم الرجوع على السائل و هكذا ....
5-
خصب الساحة و حاجتها الماسة لاستثمار هذه الوسيلة الدعوية ...
وكثير من الأعمال الدعوية كانت في بدايتها مجرد خاطرة و فكرة ما إن تخرج صغيرة و محتقرة في أعين كثير من الناس سرعان ما تؤتي أكلها ضعفين عندما يصيبها وابل ماء الوحي ، وامتدت إليها أيدي المصلحين بالعون والتطبيق العملي ، فتجدها بعد سنوات قد أثمرت و أينعت بفضل من الله تعالى ....
هناك طرائق عديدة للدعوة إلى الله تعالى عبر الإنترنت و هي في تطور مستمر مع تطور شبكة الإنترنت نفسها ...
فالمجموعات الإخبارية مثلا إنما نشأت بعد الإنترنت و صارت اليوم من الوسائل الفاعلة في هداية الناس و تقديم الإسلام لهم و هكذا ...
و في هذه اللقاء أحب أن اقتصر على بعض الوسائل المفيدة للدعوة
إلى الله و هي كالتالي :
أولا:
إنشاء مواقع و منتديات إسلامية للدعوة إلى الله تعالى :
و هذه من أنفع الوسائل و أكثرها فائدة و تكمن أهمية هذه الوسيلة في كون الموقع الإسلامي عبارة عن مكتبة كبيرة و غنية جدا بالمعلومات عن الإسلام معروضة بالمجان للملايين من البشر و بلغات مختلفة يطلع عليها الناس في أي زمان أو مكان و يكفيك أن أحد هذه المواقع يتضمن في محتواه 124 ألف حديث نبوي و آخر يتضمن ترجمة لكتاب الله تعالى بسبع لغات عالمية و موقع آخر يتضمن في محتوياته 4000 آلاف فتوى لهيئة كبار العلماء في السعودية و موقع آخر يتضمن ما يزيد على 900 شريط إسلامي بمختلف اللغات و لكثير من العلماء و الدعاة و هذا فيض من غيض !
ثانيا:
الدعوة إلى الله تعالى عبر الحوار مع الآخرين في الإنترنت :
وهذه وسيلة طيبة جدا و ثمارها كبيرة أيضا و يكفي أن تعلم أخي الحبيب أن أحد إخواننا الدعاة قد أسلم على يديه ما يزيد عن العشرين رجلا وامرأة من مختلف الجنسيات عبر هذه الوسيلة و بمدة وجيزة !
وهذا يتم عن طريق برنامج الياهو ما سنجر و غيرها من البرامج العديدة التي تتيح للداعية المخاطبة المباشرة لمجموعة من الناس في وقت واحد أو تلك التي تكون بشكل انفرادي و خاص و قد أثمرت هذه الوسيلة فوائد لا يعلم بها إلا الله تعالى من تعليم الناس أمور دينهم أو الدعوة للدخول إلى الإسلام .
كلمة أخير تريد أن نقولها :
أنصح أخواتي باستثمار هذه الوسيلة بالخير و فيما يرضي الله تعالى و بالبعد عما حرم الله تعالى مما صار اليوم بلاءا على الناس خصوصا و أن الإنترنت سلاح ذو حدين و أطلب منهم الاهتمام
بدعوة الناس إلى الإسلام و التمثيل الصحيح لهذا الدين بأخلاقه و معاملاته و هو أمر مهم جدا فقد لاحظت أن كثيرا من الذين أسلموا و أخبروني بقصة إسلامهم تجد أن خلف هذه القصة يقف شاب أو فتاة مسلمة تمثل الإسلام فيه بآدابه و أحكامه فصاروا مثالا للخلق الرفيع فالدعوة بلسان الحال أحيانا يفيد أكثر من لسان المقال ...
ولاننسى ان نحمد الله على هذا
المنتدى الذي نعتبره
وسيلة من وسائل الدعوة الى الله ولنتقي الله فيه ونعطيه حقه من مشاركات ومواضيع حتى نؤدي الذي علينا وناجر من الحنان المنان
دمتم اوفياء لمنتداكم